حوله: من يعطيه درهما بدرهمين وثوباً بثوبين. فنثرت الدراهم وقعت الثياب عليه من كل جانب حتى تحير الأعرابي واختلط عقله لكثرة ما أعطي. فقال له مالك: هل بقيت لك حاجة يا أخا العرب. قال: أما إليك فلا. قال: فإلى من. قال: إلى الله أن يبقيك للعرب فإنها لا تزال بخير ما بقيت لها (للقليوبي)

الخارجي والمعتصم

317 أخبر بعضهم قال: ما رأيت لاجً عرض عليه الموت فلم يكترث به إلا تميم بن جميل الخارجي. كان قد خرج على المعتصم ورأيته قد جيء به أسيراً. فدخل عليه في يوم موكب وقد جلس المعتصم للناس مجلسا عاماً ودعا بالسيف والنطع. فلما مثل بين يديه نظر إليه المعتصم فأعجبه شكله وقده ومشيته إلى الموت غير مكترث به. فأطال الفكرة فيه ثم استنطقه في عقله وبلاغته فقال: يا تميم إن كان لك عذر فات به. فقال: أما إذا إذن أمير المؤمنين (جبر الله به صدع الدين. ولم شعث المسلمين. واخمد ثهاب الباطل. وأنار سبل الحق) . فالذنوب يا أمير المؤمنين تخرس الألسنة وتصدع الأفئدة. أيم الله لقد عظمت الجريرة وانقطعت الحجة. وساء الظن ولم يبق إلا العفو أو الانتقام. وأمير المؤمنين أقرب إلى العفو وهو أليق شيمة الظاهرة. ثم أنشد:

أرى الموت بين السيف والنطع كلمنا ... يلاحظني من حيث ما أتلفت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015