فعمرك الله من ماجد ... ووقيت كل الردى والحذر

الأعرابي ومالك بن طوق

316 وفد أعربي على مالك بن طوق وكان زري الحال رث الهيئة فمنع من الدخول إليه. فأقام بالرحبة أياماً. فخرج مالك ذات يوم يريد نزهة حول الرحبة. فعارضة الأعرابي فمنعه الشرطة ازدراء به. فلم ينثن عنه حتى أخذ بعنان فرسه ثم قال: أيها الأمير أنا عائذ بك من شرطك. فنهاهم عنه وأبعدهم منه ثم قال له: هل من حاجةٍ. قال: نعم أصلح الله الأمير. قال: وما هي. قال: أن تصغي إلي بسمعك. وتنظر إلي بطرفك. وتقبل علي بوجهك. ثم أنشد:

ببابك دون الناس أنزلت حاجتي ... وأقبلت أسعى نحوه وأطوف

ويمنعني الحجاب والليل مسبل ... وأنت بعيد والرجال صفوف

يطوفون حولي بالقلوب كأنهم ... ذئاب جياع بينهن خروف

فأما وقد أبصرت وجهك مقبلاً ... واصرف عنه إنني لضعيف

وما لي من الدنيا سواك وما لمن ... تركت ورائي مربع ومصيف

وقد علم الحيان قيس وخندق ... ومن هو فيها مازال وحليف

تخطيت أعناق الملوك ورحلتي ... إليك وقد أخنت علي صروف

فجئتك أبغي الخير منك فهزني ... ببابك من ضرب العبيد صنوف

فلا تجعلن لي نحو بابك عودة ... فقلبي من ضرب العبيد مخوف

فاستضحك مالك حتى كاد يسقط عن فرسه. ثم قال لمن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015