حرجتا منه. فمكثت في ذلك القبر ما شاء الله وقلت في الحبس:

ألا طال ليلي أراعي النجوم ... أعالج في الساق كبلاً ثقيلا

بدار الهوان وشر الديار ... أسام بها الخسف صبراً جميلا

كثير الأخلاء عند الرخاء ... فلما حبست أراهم قليلا

لطول بلائي مل الصديق ... فلا يأمنن خليل خليلا

ثم أخرجني المهدي وأحلفني (بكل يمين لا فسحة لي فيها) أن لا أدخل على موسى وهارون أبداً ولا أغنيهما وخلي سبيلي (الأغاني)

المرأة المتظلمة وابن المأمون

314 حدث الشيباني قال: جلس المأمون يوما للمظالم. فكان آخر من تقدم إليه وقد هم بالقيام امرأة عليها هيئة السفر وعليها ثياب رثة. فوقفت بين يديه فقالت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمه الله وبركاته. فنظر المأمون إلى يحي بن اكثم فقال لها يحي: وعليك السلام يا أمة الله تكلمي في حاجتك. فقالت:

يا خير منتصفٍ يهدي له الرشد ... ويا إماماً به قد أشرق البلد

تشكو إليك عميد القوم أرملة ... عدا عليها فلم يترك لها سيد

وابتز مني ضياعي بعد منعتها ... ظلماً وفرق مني الأهل والولد

فأطرق المأمون حيناً ثم رفع رأسه إليها وهو يقول:

في دون ما قلت زال الصبر والجلد ... عني وقرع مني القلب والكبد

هذا أذان الصلاة العصر فانصرفي ... وأحضري الخصم في اليوم الذي اعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015