يوماً فعاتبني على شربي الخمر في منازل الناس وقال: لا تدخل على موسى وهارون البتة. ولن دخلت عليهما لأفعلن بك ولأصنعن فقلت: نعم ثم بلغه أني دخلت عليهما في نزهة لهما. فسعي بهما وبي إلى المهدي. فدعاني فسألني فأنكرت. فأمر بي فجردت فضربت ثلاثمائة وستين سوطاً. فقلت له وهو يضربني: إن جرمي ليس من الأجرام التي يحل لك بها سفك دمي. فلما قلت له هذا: ضربني بالسيف في جفنه فشجني به وسقطت مغشياً علي ساعة. ثم فتحت عيني فوقعتا على عيني المهدي. فرأيتهما عيني نادم وقال لابن مالك: خذه إليك قال فأخرجني إلى داره وأنا أرى الدنيا في عيني صفراء وخضراء من حر السياط. وأمره أن يتخذ لي شبيهاً بالقبر فيصيرني فيه. فدعا بكبش وسلخه. فألبسني جلده ليسكن الضرب. ودفعني إلى خادمةٍ له فصيرتني في ذلك القبر. فتأذيت بالنز وبالبق في ذلك القبر. وكان فيه خلاء أستريح إليه فقلت للأمة: اطلبي لي أجرةً عليها فحم وكندر يذهب عني هذا البق. فأتتني بذلك. فلما دخنت أظلم القبر علي وكادت تخرج من الفم. فاسترحت من أذاه إلى النز فألصقت به أنفي حتى خف الدخان. فلما ظننت أني قد استرحت مما كنت فيه إذا حيتان مقلبتان نحوي من شق القبر تدوران حولي بخفيف شديدٍ. فهممت أن آخذ واحدة بيدي اليمنى والأخرى بيدي اليسرى فإما علي وإما لي. ثم كفيتهما فدخلتا من الثقب الذي