البستان فاتفق أن معناً كان جالساً في ذلك الوقت على جانب الماء فمرت عليه الخشبة فنظر فيها كتابة فأخذها وقرأها فوجد فيها

أيا جود معن ناج معناً بحاجتي ... فمالي إلى معن سواك سبيل

فلما قرأها معن قال لخادمه: أحضر الرجل صاحب هذه الكتابة فخرج وجاء به فقال له: ماذا كتبت. فانشده البيت فلما تحققه أمر له بألف درهم. ثم عن معناً وضع تلك الخشبة تحت البساط مكان جلوسه. فلما كان اليوم الثاني جاء فجلس في مجلسه فألمته الخشبة فقام لينظر ما ألمه فرأى الخشبة فأمر خادمه أن يدعو الرجل. فمضى وجاء به فأمر له بألف درهم ثانية. ثم إنه في الثالث خرج إلى مجلسه فألمته الخشبة فدعا الشاعر وأعطاه ألف درهم أيضاً. فلما رأى الشاعر هذه العطاء الزائد لأجل بيت واحد من الشعر خاف أم معناً يراجعه عقله ويأخذ المال منه فهرب. ثم إن معناً خرج إلى مجلسه في اليوم الرابع فخطر الشاعر بباله فأمر خادمه أن يحضره ويعطيه ألف درهم. فمضى الخادم وسأل عنه فقيل له إنه سافر. فرجع وأخبر مولاه. فلما بلغه أنه سافر اغتم جداً وقال: وددت والله لو أنه مكث وأعطيته كل يوم ألفا حتى لا يبقى في بيتي درهم

إبراهيم الموصلي والمهدي

313 حدث إبراهيم الموصلي قال: كان المهدي لا يشرب الخمر فأرادني على ملازمته وترك الشرب فأبيت فحبسني. ثم دعاني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015