عن أبيه فأخبرني فعلمت في كلامه حق وأني أنا الذي قتل أباه. فقلت له: يا هذا إنه قد وجب على حقك ولمعروفك لي يلزمني أن أدلك على خصمك الذي قتل أباك وأقرب عليك الخطوة. فقال: وما ذاك فقلت له: أنا إبراهيم بن عبد الملك وأنا قاتل أبيك فخذ بثارك. فتبسم مني وقال: هل أضجرك الاختفاء والبعد عن منزلك واهلك فأحببت الموت. فقلت: لا والله ولكني أقول لك الحق وإني قتلته في يوم كذا من اجل كذا. فلما سمع الرجل كلامي هذا وعلم صدقي تغير لونه واحمرت عيناه ثم فكر طويلاً والتفت إلي وقال: أنا أنت فسوف تلقى أبي عند حاكم عادل فيأخذ بثأره منك وأما أنا فلا احفر ذمتي ولكني أريد أن تخرج عني فإني لست آمن عليك من نفسي. ثم إنه أعطاني ألف دينار فأبيت أخذها وانصرفت عنه. فهذا يا أمير المؤمنين أكرم رجل رأيته وسمعت عنه في عمري بعد أمير المؤمنين (للاتليدي)

جودة معن بن زائدة

312 حكي عن معن بن زائدة أن شاعراً من الشعراء قصده فأقام مدة يريد الدخول عليه فلم يتهيأ له ذلك. فلما أعياه الأمر سأل بعض خدمه وقال له: أرجوك إذا دخل الأمير إلى البستان أن تعرفني. فلما دخل معن إلى بستانه ليتنزه جاء الخادم وأخبر الشاعر فكتب الشاعر بيتاً من الشعر على خشبة وألقاها في الماء الجاري إلى داخل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015