وأريد أن يعلم احد بما خرجت إليه إلا الله فقط. فقالت له: لا بد لي أن أعلم ذلك وصاحت وناحت وألحت عليه بالطلب. فلما رأى أنه ليس له بد قال لها: أخبرك بالأمر فاكتميه إذاً. قالته: قل ولا تبال بذلك. فاخبرها بالقصة على وجهز أماما كان من خزيمة فإنه لما أصبح صالح غر ماءه وأصلح شأنه وتجهز للسفر يؤيد الخليفة سليمان ابن عبد الملك. فدخل الحاجب وأخبر سليمان بوصول خزيمة بن بشر. وكان سليمان يعرفه جيداً بالمروءة والكرم فإذن له. فما دخل خزيمة وسلم عليه بالخلافة قال له سليمان: يا خزيمة ما أبطأك عنا. قال: سوء الحال يا أمير المؤمنين. قال فما منعك النهضة إلينا. قال خزيمة: ضعفي يا أمير المؤمنين وقلة ما بيدي. قال: فمن أنهضك الآن. الخزيمة: لم أشعر يا أمير المؤمنين بعد هدأة من الليل إلا والباب يطرق فخرجت فرأيت شخصاً وكان منه كيت وكيت. واخبره بقصته من أولها إلى آخرها. فقال له: أما عرفته. فقال خزيمة: ما سمعت منه يا أمير المؤمنين إلا حين سألته عن اسمه قال: أنا جابر عثرات الكرام. قال: فتلهف سليمان بن عبد الملك على معرفته وقال: لو عرفناه لكافيناه على مروءته. ثم قال: علي بالكاتب فحضر إليه. فكتب لخزيمة الولاية على الجزيرة وجميع عمل عكرمة وأجزل له العطاء وأحسن ضيافته وأمره بالتوجه من وقته إلى الولاية فقبل الأرض خزيمة وتوجه من ساعته إلى الجزيرة فلما قرب منها خرج عكرمة وكان قد بلغه عزله وأقبل لملاقاة خزيمة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015