مع جميع أعيان البلد. وسلموا عليه وساروا جميعاً إلى أن دخلوا به البلد.

فنزل خزيمة في دار الإمارة وأمر أن يؤخذ عكرمة ويحاسب. فحوسب ففضل عليه مال كثير فطلبه خزيمة منه. فقال له عكرمة: والله ما إلى درهم منه سبيل ولا عندي منه دينار. فأمر خزيمة بحبسه وأرسل يطالبه بالمال. فأرسل عكرمة يقول له: إني لست ممن يصون ماله بعرضه فأصنع ما شئت. فأمر خزيمة بقيده وضربه فكبل بالحديد وضرب وضيق عليه فأقام كذلك شهراً فأضناه ذلك وأضر به فبلغ امرأته ضره فجزعت عليه واغتنمت لذلك غماً شديدا فدعت جارية لها ذات عقل وقالت لها: امضي الساعة إلى باب خزيمة وقولي للحاجب إن عندي نصيحة للأمير. فإذا طلبها منك فقولي: لا أولها إلا للأمير خزيمة. فإذا دخلت عليه فسليه الخلوة فإذا فعل فقولي له: ما كان هذا جزاء جابر عثرات الكرام منك بمكافأتك له بالضيق والجبس والحديد ثم بالضرب قال: ففعلت جاريتها ذلك فلما سمع خزيمة قولها قال: وا سؤتاه جابر عثرات الكرام غريمي قالت: نعم فأمر لوقته بدابته فسرجها وركب إلى وجوه أهل البلد فجمعهم وسار بهم إلى باب الحبس ففتحه ودخل فرأى عكرمة الفياض في قاع الحبس متغيراً قد أضناه الضر. فلما نظر عكرمة على خزيمة ووجوه أهل البلد معه أحشمه ذلك فنكس رأسه. فأقبل خزيمة واكب على رأسه فقبله. فرفع عكرمة رأسه وقال: ما أعقب هذا منك. قال خزيمة: كريم فعالك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015