إلى أن انضج والصبية حوله يتصارخون فلما طاب الطعام طلب من العجوز إناء فاتته به فجعل يصب الطبيخ في الإناء وينفخه بفمه ليبرده ويلقم الصغار. ولم يزل يفعل هكذا معهم واحداً واحداً بعد واحد حتى أتى جميعهم وشبعوا واكتفوا. وقاموا يلعبون ويضحكون مع بعضهم إلى أن غلب عليهم النوم فناموا فألتفت عمر عند ذلك إلى العجوز وقال لها يا خالة أنا من قرابة أمير المؤمنين عمر وسأذكر له حالك. فائتيني غداً صباحاً في دار الإمارة فتجديني هناك فارجي خيراً. ثم ودعها عمر وخرج وخرجت معه فقال لي: يا عباس والله إني حين رأيت العجوز تعلل صبيتها بحصى حسست أن الجبال قد زلزلت واستقرت على ظهري. حتى إذا جئت بما جئت وأطعمتهم ما طبخته لهم واكتفوا وجلسوا يلعبون ويضحكون فحينئذ شعرت أن تلك الجبال قد سقطت عن ظهري. ثم أتى عمر داره أمرني فدخلت معه وبتنا ليلتنا ولما كان الصباح أتت العجوز فاستغفرها وجعل لها ولصبيتها راتباً من بيت المال تستوفيه شهراً فشهراً (للاتليدي)
308 حكي عن معاوية انه لما ولي الخلافة وانتظمت إليه الأمور، وامتلأت منه الصدور. وأذعن لأمره الجمهور. وساعده الله في مراده. استحضر ليلة خواص أصحاب وذا كرهم وقائع أيام صفين ومن كان يتولى كبر الكريهة من المعروفين فانهمكوا في القول الصحيح