وأنت من تكون. فأنشد على البديهة:
أنا ابن من خاض الصفوف بعزمه ... وقومها بالسيف حتى استقامت
وركباه لا نفك رجلاه منهما ... إذا الخيل في يوم الكريهة ولت
فأمسك عن الآخر وقال: لعله ابن أشجع العرب واحتفظ عليهم.
فما كان الصباح رفع أمرهم إلى أمير المؤمنين فأحضرهم وكشف عن حالهم. فإذا الأول ابن حجام. والثاني ابن فوال. والثالث ابن حاثك. فتعجب من فصاحتهم وقال لجلسائه: علموا أولادكم الأدب فوا لله لولا فصاحتهم لضربت أعناقهم (للنواجي)
163 ألف أبو العلاء كتباً منها كتاب الفصوص. واتفق لهذا الكتاب من عجائب الاتفاق أن أبا العلاء دفعه حين كمل لغلام له يحمله بين يديه. وعبر النهر قرطبة. فحانت الغلام رجلة فسقط في النهر هو والكتاب. فقال في ذلك بعض الشعراء وهو العريف بيتاً مطبوعاً بحضرة المنصور وهو:
قد غاص في البحر كتاب الفصوص ... وهكذا كل ثقيل يغوص
فضحك المنصور والحاضرون. فلم يرع ذلك صاعدا ولا هال.
وقال مرتجلاً مجيباً لابن العريف:
عاد إلى معدنه إنما ... توجد في قعر الفصوص
(كتاب المعجب لعبد الواحد المراكش)