وتقدم الإخوان فاستمعوا له ... ورأيته بين الورى مختالا

لولا دراهمه التي يزهو بها ... لوجدته في الناس أسوأ حالا

إن الغني إذا تكلم بالخطا ... قالوا صدقت وما نطقت محالا

أما الفقير إذا تكلم صادقاً ... قالوا كذبت وأبطلوا ما قالا

إن الدراهم في المواطن كلها ... تكسو الرجال مهابة وجمالا

فهي اللسان لمن أراد فصاحة ... وهي السلاح لمن أراد قتالا

الحجاج والفتية

162 أمر الحجاج صاحب صاحب حرسه أن يطوف بالليل فمن رآه بعد العشاء سكران ضرب عنقه. فطاحت ليلة من الليالي فوجد ثلاثة فتيان يتميلون وعليهم أمارات السكر. فأحاطت بهم الغلمان. وقال لهم صاحب الحرس: من أنتم خالفتم أمر المؤمنين وخرجتم في مثل هذا الوقت. فقال احدهم:

أنا من دانت الرقاب له ... ما بين مخزومها وهاشمها

تأتيه بالرغم وهي صاغرة ... يأخذ من مالها ومن دمها

فأمسك عنه وقال: لعله من أقارب أمير المؤمنين. ثم قال للآخر: وأنت من تكون. فقال:

أنا ابن من لا تنزل الدهر قدره ... وإن نزلت يوماً فسوف تعود

ترى الناس أفواجاً إلى ضوء النار ... فمنهم قيام حولها. وقعود

فأمسك عنه وقال: لعله ابن أشرف العرب. ثم قال للآخر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015