151 (فصل لأبي بكر الخوارزمي جامع لمدح الشعراء) ما ظنك بقوم الاقتصار محمود إلا منهم. والكذب مذموم ومردود إلا فيهم. إذا ذموا ثلموا. وإذا مدحوا سلبوا. وإذا رضوا رفعوا الوضيع. وإذا غضبوا وضعوا الرفيع. وإذا أقروا على أنفسهم بالكبائر. لم يلزم حد. ولم تمتد إليهم بالعقوبة يد. غنيهم لا يصادر. وفقيرهم لا يستحقر. وشيخم يوقر. وشلبهم لا يستصغر. سهامهم تنفذ في الأعراض. وشهادتهم مقبولة وإن لم ينطق بها سجل ولم يشهد بها عدل. بل ما ظنك بقوم صيارفة أخلاق الرجال. وسماسرة النقص والكمال. بل ما ظنك بقوم اسمهم ناطق بالفضل. وباسم صناعتهم مشتق من العقل. بل ما ظنك بقوم هم أمراء الكلام. يقصرون طويله. ويطولون قصيره. يقصرون ممدوده. ويخفقون ثقيله. ولم لا أقول: ما ظنك بقوم يتبعهم الغاوون. وفي كل واد يهيمون (لأبي نصر المقدسي)
152 قال العلاء بن أيوب كان يقال: مثل الأديب ذي القريحة مثل دائرة تدار من خارجها. فهي في كل دارة تدار تتسع وتزداد عظماً. ومثل الأديب غير ذي القريحة مثل دائرة تدار من داخلها فهي عن قليل تبلغ إلى باطنها. أوصى بعض الحكماء بنيه فقال لهم: الأدب أكرم الجواهر طبيعة وأنفسها قيمة. يرفع الأحساب الوضيعة.