ويفيد الرغائب الجليلة. ويغني من غير عشيرة. ويكثر الأنصار من غير رزية. فألبسوه حلة. وتزينوا به حلية. يؤانسكم في الوحشة. ويجمع القلوب المختلفة. وأنشد الأصمعي:

إن كان للعقل مولود فلست أرى ... ذا العقل مستوحشاً من حادث الأدب

إني رأيتهما كالماء مختلطاً ... بالترب تظهر عنه زهرة العشب

153 وقال بزرجمهر: ما ورثت الآباء الأبناء خيراً من الأدب. لأنهم به يكسبون المال وبالجهل يتلفونه: وقال: حسن الخلق خير قرين والأدب خير ميراث والتقوى خير زاد. وقال أيضاً: ليت شعري أي شيء أدرك من فاته الأدب. وأي شيء فات من أدرك الأدب. وقال ابن عائشة القرشي: هل الأدب هم الأكثرون وإن قلوا. ومحل الأنس أين حلوا. وقال خالد بن صفوان لابنه: يا بني الأدب بهاء الملوك ورياش السوقة والناس بين هاتين فتعلمه تجده حيث تحب. وقال بعض الظاهرية: لو علم الجاهلون ما الأدب. لأيقنوا أنه الطرب. وقال حكيم لابنه: يا بني عز السلطان يوم لك يوم عليك. وعز المال وشيك ذهابه. جدير انقطاعه وانقلابه. وعز الحسب إلى خمول ودثور وذبول. وعز الأدب راتب واصب. لا يزول بزوال المال ولا يتحول بتحول السلطان. ويقال: من قعد به حسبه. نهض به أدبه. وقال ابن المعتز: حلية الأدب لا تخفى. وحرمته لا تجفى. والأدب صورة العقل فحسن عقلك كيف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015