مهد لي العذر في نظم بعثت به ... من عنده الدر لا يهدى له الصدف

149 وقال الثعالبي: البليغ ما كان لفظه فحلاً ومعنا بكراً. وقال الإمام فخر الدين الرازي في حد البلاغة: إنها بلوغ الرجل بعبارته كنه ما في قلبه مع الاحتراز عن الإيجاز المخل. والتطويل الممل. وأما الفصاحة فقد قال الإمام فخر الدين الرازي عنها: اعلم أن الفصاحة خلوص الكلام من التعقيد. وأصلها من قولهم أفصح اللبن إذا أخذت عنه الرغوة. وأكثر البلغاء لا يكادون يفرقون بين البلاغة والفصاحة. بل يستعملونها استعمال الشيئين المترادفين على معنى واحد في تسوية الحكم بينهما. ويزعم بعضهم أن البلاغة في المعاني والفصاحة في الألفاظ. ويستدل بقولهم معنى بليغ ولفظ فصيح وقال يحيى بن خالد: ما رأيت رجلاً قط إلا هبته حتى يتكلم. فإن كان فصيحاً عظم في صدري. وإن قصر سقط من عيني (اللابشيهي)

في الشعر

150 كان يقال: الشعر ديوان العرب ومعدن حكمتها وكنز أدبها. ويقال: الشعر لسان الزمان. والشعراء للكلام أمراء. وقال بعض السلف: الشعر جزل من كلام العرب تقام به المجالس وتستنجح به الحوائج وتشفى به السخائم. ويقال: المدح مهره الكرام. وإعطاء الشعراء من بر الوالدين. وقال بعضهم: أنصف الشعراء فإن ظلامتهم تبقى وعقابهم لا يفنى. وهم الحاكمون على الحكام. وقال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015