عني وعن غيري. فقد حصلتم له ما يعرفه مصارع الوزراء ويوجده الطريق إلى استخراج المال ويعرفه خراب البلاد من عمارتها. ردوها وحصلوا له كتباً فيها حكايات تلهيه وأشعار تطربه (لفخري) قال ابن دوست في الحفظ والاستظهار:
عليك بالحفظ دون الجمع في الكتب ... فإن للكتب آفات تفرقها
الماء يغرقها والنار تحرقها ... والفار يخرقها واللص يسرقها
148 قال ابن المعتز: البيان ترجمان القلوب وصقيل العقول. وأما حده فقد قال الجاحظ: البيان اسم جامع لكل ما كشف لك عن المعنى. وقال اليوناني: البلاغة وضوح الدلالة وانتهاز الفرصة وحسن الإشارة. وقال الهندي: البلاغة تصحيح الأقسام. واختيار الكلام. وقال الكندي: يجب للبليغ أن يكون قليل اللفظ كثير المعاني وقيل: إن معاوية سأل عمرو بن العاص: من أبلغ الناس. فقال: أقلهم لفظاً وأسهلهم معنى وأحسنهم بديهة. وقال أبو عبد الله وزير المهدي: البلاغة ما فهمته العامة ورضيت به الخاصة. وقال البحتري: خير الكلام ما قل. وجل. ودل. ولم يمل. وقالوا: البلاغة ميدان لا يقطع إلا بسوابق الأذهان. ولا يسلك إلا ببصائر البيان. قال الشاعر:
لك البلاغة ميدان نشأت به ... وكلنا بقصور عنك نعترف