متضادة. إن قال لم يصدق. وإن أراد خيراً لم يوفق. فهو الجاني على نفسه بفعاله. والدال على فضيحته بمقاله. فما صح من صدقه نسب إلى غيه وما صح من كذب غيره نسب إليه (لابن عبد ربه) قال بعضهم:

إياك من كذب الكذوب وإفكه ... فلربما مزج اليقين بشكه

ولربما ضحك الكذوب تفكها ... وبكى من الشيء الذي لم يبكه

ولربما صمت الكذوب تخلقا ... وشكا من الشيء الذي لم يشكه

ولربما كذب امرؤ بكلامه ... وبصمته وبكائه وبضحكه

المزاح

116 قال الحجاج بن يوسف لابن القربة: ما زالت الحماء تكره المزاح وتنهى عنه. فقال: المزاح من أدنى منزلته إلى أقصاها عشرة أبواب. المزاح أوله فرح وآخره ترح. المزاح نقائض السفهاء كالشعر نقائض الشعراء. والمزاح يوغر صدر الصديق. وينفر الرفيق. والمزاح يبدي السرائر. لأنه يظهر المعاير. والمزاح يسقط المروءة. ويبدي الخنى. لم يجر المزاح خيراً. وكثيرا ما جر شراً. الغالب بالمزاح واتر. والمغلوب به ثائر. والمزاح يجلب الشتم صغيره. والحرب كبيره. وليس بعد الحرب إلا عفو بعد قدرة. فقال الحجاج: حسبك الموت خير من عفو معه قدرة. وذكر المزاح بحضرة خالد بن صفوان فقال: ينشق أحدكم أخاه مثل الخردل. ويفرغ عليه مثل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015