ويقطع اللحم السيف فيندمل. واللسان لا يندمل جرحه. قال صالح ابن عبد القدوس:

قل للذي لست أدري من تلونه ... أناصح أم على غش يناجيني

إني لأكثر مما سمتني عجباً ... يد تشج وأخرى منك تأسوني

تغتابني عند أقوام وتمدحني ... في آخرين وكل عنك يأتيني

هذان شيئان قد نافيت بينهما ... فاكفف لسانك عن شتمي وتزييني

114 وقال المأمون: النميمة لا تقرب مودة إلا أفسدتها. ولا عداوة إلا جددتها ولا جماعة إلا بددتها. ثم لا بد لمن عرف بها ونسب إليها أن يجتنب ويخاف من معرفته ولا يوثق بمكانه. وأنشد بعضهم:

من نم في الناس لم تؤمن عقاربه ... على الصديق ولم تؤمن أفاعيه

كالسيل بالليل لا يدري به أحد ... من أين جاء ولا من أين يأتيه

الويل للعهد منه كيف ينقضه ... والويل للود منه كيف يفنيه

(للابشيهي)

الصدق والكذب

115 قال علي بن عبيدة: الكذب شعار الخيانة وتحريف العلم وخواطر الزور وتسوبل أضغاث النفس واعوجاج التركيب واحتلاف البنية. وعن خمول الذكر ما يكون صاحبه قال أعرابي لابنه وسمعه يكذب: يا بني عجبت من الكذاب المشيد بكذبه وإنما يدل على عيبه ويتعرض للعقاب من ربه. فالآثام له عادة. والأخبار عنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015