أفادتني القناعة كل عز ... وهل عز أعز من القناعة

فاجعلها لنفسك رأس مال ... واشتر بعدها التقوى بضاعة

قال أبو العتاهية:

غنى النفس ما يكفيك من سد فاقة ... فإن زاد شيئاً عاد ذاك الغنى فقرا

قال غيره:

يا أحمد اقنع بالذي أوتيته ... إن كنت لا ترضى لنفسك ذلها

واعلم بأن الله جل جلاله ... لم يخلق الدنيا لأجلك كلها

العدل

100 يحكى عن إسماعيل الساماني في كتاب سير الملوك أنه كان إذا احتل مدينة يجلس للناس وكان يرفع الحجاب. ويبعد الحجاب. ويريح الأبواب. ليجيء كل من له ظلامة ويقف على جانب البساط ويخاطبه ويعود مقضي الحاجة. وكان يقضي بين الخصوم مثل الحكام إلى أن يفنى الدعاوي. ثم يقوم من موضعه ويقبض على محاسنه بيده. ويوجه وجهه نحو السماء ويقول: إلهي هذا جهدي وطاقتي قد بذلته وأنت عالم الأسرار وتعلم علانيتي. ولا أعلم على أي عبد من عبيدي أجنفت أو لأي عبد ظلمت وما أنصفت. أنا واحد من أصحابي. فاغفر لي من ذلك ما لا أعلم. فلما كان تقي النية جميل الطوية لا جرم علا أمره وارتفع قدره. وكان عسكره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015