هذا الحيوان. فقال: حيوان رشيق. له آذان طوال وخصر دقيق. لا الخيل تلحقه. ولا الريح تسبقه. فرجفت قوائم الثعلب. وطلب المهرب. فقال أبو المنذر: تلبث يا أبا الحصين واصبر حتى أحقق رؤيته. وأتبين ماهيته. فإنه يا أبا الحصين. يسبق طرف العين. ويكاد يا أبا النجم. يخلف النجم في الرجم. فقال: أخذني فؤادي. وما هذا وقت التمادي. ثم ولى وهو يصدح بقوله:
لابس التاج العقيقي ... لا تقف لي في طريقي
إن يكن ذا الوصف حقا ... فهو الله السلوقي
فقال الديك: وإذا كان وقد قلت إن السلطان. رسم بالصلح بين سائر الحيوان. فلا بأس منه عليك. فتلبث حتى يجيء ويقبل يديك. ونعقد بيننا عقود المصادقة. ويصير رفيقنا ونصير رفاقه. فقال: ما لي برؤيته حاجة. فدع عنك المحاجة واللجاجة. فقال: أو ما زعمت يا أبا وثاب. أن السلطان رسم للأعداء والأصحاب. أن يسلكوا طرائق الأصدقاء والأحباب. فلو خالف المرسوم هذا الكلب. لما قابله الملك إلا بالقتل والصلب. قال: لعل هذا المشؤم. لم يبلغه المرسوم. ثم ولى هارباًَ. وقصد للخلاص جانباً.
91 كان جمال فقير ذو عيال له جمل يتعيش عليه. ويتقوت هو وعياله بما يصل منه إليه. فرأى صلاحه في نقل ملح من الملاحة.