فجد في تثقيل الأحمال. وملازمته بأثقال الأثقال. إلى أن آل حال الجمل إلى الهزال. وزال نشاطه وحال. والجمال لا يرق له بحال. ويجد في كده بالاشتغال. ففي بعض الأيام. أرسله مع السوام. فتوجه إلى المرعى. وهو ساقط القوة عن المسعى. وكان له أرنب صديق. فتوجه إليه في ذلك المضيق. ودعاه وسلم عليه. وبث عظيم اشتياقه. فلما رأى الخزز هزاله. تألم له وسأله أحواله. فأخبره بحاله. وما يقاسيه من غذائه ونكاله. وأن الملح قد قرحه. وجب سنامه وجرحه. وأنه قد أعيته الحيلة. وأضل إلى الخلاص سبيله. فتألم الأرنب وتأمل. وتفكر في كيفية عصر هذا الدمل. ثم قال: يا أبا أيوب. لقد فزت بالمطلوب. وقد ظهر وجه الخلاص. من شرك هذا الاقتناص. والنجاة من الارتهاص والاتصاص. تحت حمل كالرصاص. فهل يعترضك يا ذا الرياضة. في طريق الملاحة مخاضة. فقال: كثير وكم من نهر وغدير. فقال: إذا مررت في خوض ولو أنه روض أو حوض. فابرك فيه وتمرغ. وتنصل من حملك وتفرغ. واستمر فيه يا أبا أيوب. فإن الملح في الماء يذوب. وكرر هذه الحركة. فإنك ترى فيها البركة. فإما أنهم يغيرون حملك أو يخففوه. أو تستريح بذوبه من الذي أضعفوه. فتحمل الجمل للأرنب المنة. وشنف لدر هذه الفائدة أذنه. فلما حمله صاحبه الحمل المعهود. ودخل به في طريقه المورود. ووصل المخاضة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015