المعاشرة والمرافقة. فتمحى من لوح صدورهم نقوش العداوة والمنافقة. فيطير القطا مع العقاب. ويبيت العصفور مع الغراب. ويرعى الذئب مع الأرنب. ويتآخى الديك والثعلب. وفي الجملة لا يتعد أحد على أحد. فتأمن الفأرة من الهرة. والخروف من الأسد. وإذا كان الأمر كذا. فقد ارتفع الشر والأذى. فلا بد أن يمتثل هذا المرسوم. ويترك ما بيننا من العداوة والخلق المذموم. ويجري بيننا بعد اليوم المصادقة. وتنفتح أبواب المحبة والمرافقة. ولا ينفر أحد منا من صاحبه. بل يراعي مودته ويبالغ في حفظ جانبه. وجعل الثعلب يقرر هذا المقال. والديك يتلفت إلى هذا الهذيان والخبال. فقال الثعلب: يا أخي. ما لك عن سماع كلامي مرتخي. أنا أبشرك ببشائر عظيمة. لم تتفق في الأعصر القديمة. وإنما برزت بها مراسيم مولانا السلطان الجسيمة. وأراك لا تلتفت إلى هذا الكلام. ولا تسر بهذا اللطف العام. ولا تلتفت إلي. ولا تعول علي. وتستشرف على بعد شيء. فهلا أخبرتني بما أضمرت ونويت. وتطلعني فيما تتطاول إليه على ما رأيت. حتى أعرف في أي شيء أنت. وهل ركنت إلى أخباري وسكنت. فقال: أرى عجاجاً ثائراً. ونقعاً إلى العنان فائراً. وحيواناً جارياً. كأنه البرق سارياً. وما عرفت ما هو. ولكنه أجرى من الهواء. فقال: أبو الحصين. وقد نسي المكر والمين. بالله يا أبا نبهان. حقق لي