إلى جدار. وكان قد انتصف النهار. فرفع صوته بالآذان. فأنسى صوته الكتاني والدهان. فسمعه ثعلب. فقال: مطلب. وسارع من وكره. وحمل شبكة مكره. وتوجه إليه. فرآه فسلم عليه. فلما حس به أبو اليقظان. طفر إلى أعلى الجدران. ثم حياه تحية الخلان. وترامى لديه ترامي الإخوان. وقال: أنعش الله بدنك وروحك. وروى من كاسات الحياة غبوفك وصبوحك. فإنك أحييت الأرواح والأبدان. بطيب النغم والصياح في الآذان. فإن لي زماناً لم أسمع بمثل هذا الصوت. وقاه الله نوائب الفوت. ومصائب الموت. وقد جئت لأسلم عليك. وأذكرك ما أسدى من النعم إليك. وأبشرك ببشارة. وهي أربح تجارة. وأنجح من الولاية والإمارة. ولم يتفق مثلها في سالف الدهر. ولا يقع نظيرها إلى آخر العصر. وهي أن السلطان أيد الله بدولته أركان الإيمان. أمر منادياً فنادى بالأمان والاطمئنان. وإجراء مياه العدل والإحسان. من حدائق الصحبة والصداقة في كل بستان. وأن تشمل الصداقة كل حيوان. من الطير والوحش والحيتان. ولا يقتصر فيها على جنس الإنسان. فيتشارك فيها الوحوش والسباع. والبهائم والضباع. والأروى والنعام. والصقر والحمام. والضب والنون. والذباب وأبو قلمون. ويتعاملون بالعدل والإنصاف. والإسعاف دون الإعساف. ولا يجري بينهم إلا المصادقة. وحسن