فبمجرد ما فتح فاه بالهمزة. انملصت السمكة منه بجمزة. وغاصت في الماء. وتخلصت من بين فكي البلاء. ولم يحصل ذلك الطماع. إلا قطع الأطماع. وإنما أوردت يا ذا الدراية. هذه الحكاية. لتتأمل عقبى أمرك قبل الشروع فيه. وتتدبر منتهى أواخره في مباديه. فقد قيل: أول الفكر. آخر العمل

الديك والثعلب

90 كان في بعض القرى للرئيس ديك. حسن الخلق وديك. مرت به التجارب. وقرأ تواريخ

المشارق والمغارب. ومضى عليه من العمر سنون. واطلع من حوادث الزمان على فنون. وقاسى حلوه ومره. وعانى حره وقره. وقطع للثعالب شباك مصايد. وتخلص لابن آوى من ورطات مكايد. ورأى من الزمان وبينه نوائب وشدائد. وحفظ وقائع لبنات آوى وثعالب. وطالع من كتب حيلها طلائع كتائب. وأحكم من طرائقها عجائب غرائب. فاتفق له في بعض الأحيان. أنه وقف على بعض الجدران. فنظر في عطفيه. وتأمل في نقش برديه. فرأى خيال تاجه العقيقي. ونظر إلى خده الشقيقي. ونفض برائله المنفش. وسراويله المنقش. والثوب الذي رقمه نقاش القدرة من المقطع المبرقش. فأعجبته نفسه. وأذن فأطربه حسه.... فصار يتيه ويتبختر. ويتقصف ويتخطر. فاستهواه التمشي سويعة. حتى أبعد عن الضيعة. فصعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015