وليال. فخاض يوماً في الرقراق. يطلب شيئاً من الأرزاق. فصادف سمكة صغيرة قد عارضت مسيره فاختطفها. ومن بين رجليه التقفها. ثم بعد اقتلاعها. قصد إلى ابتلاعها. فتداركت زاهق نفسها. قبل استقرارها في رمسها. فنادت بعد أن كادت أن تكون بادت: ما البرغوث ودمه. والعصفور ودسمه. اسمع يا جار الرضا. ومن عمرنا في صونه انقضى. لا تعجل في ابتلاعي. ولا تسرع في ضياعي. ففي بقائي فوائد وعوائد. عليك عوائد. وهو أن أبي قد ملك هذا السمك فالكل عبيده ورعيته. وواجب عليهم طاعته ومشيئته. ثم إني واحد أبوي. وأريد منك الإبقاء علي. فإن أبي نذر النذور. حتى حصل له بوجودي السرور. فما في ابتلاعي كبير فائدة. ولا أسد لك رمقاً. ولا أشغل لك معدة فتصير مع أبي كما قيل: فأفقرني فيمن أحب ولا استغنى فالأولى أن أقر عينك. وأعرف ما بين أبي وبينك. فأكون سبباً لعقود المصادقة. وفاتحاً لإغلاق المحبة والمرافقة. ويتحمل لك الجميلة. والمنة التامة والفضيلة. وأما أنا فأعاهدك إن أعتقتني. ومننت علي وأطلقتني. أن أتكفل لك كل يوم بعشر سمكات بيض سمان ودكات. تأتيك مرفوعة. غير ممنوعة ولا مقطوعة يرسلها إليك أبي مكافأة لما فعلت بي من غير نصب منك ولا وصب. ولا كد تتحمله ولا تعب. فلما سمع البلشون. هذا المجون. أغراه الطمع. فما ابتلع. بل سها ولها. ثم قال لها: أعيدي هذه الرمزة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015