كعصفورة في يد طفل يهينها ... تقاسي عذاب الموت والطفل يلعب
فلا الطفل ذو عقل يرق لحالها ... ولا الطير منفك الجناح فيهرب
فناداه وقال: يا أبا عباد كيف وقعت في شرك الصياد وقلت لي إنك وعيت. ورأيت ما رأيت. فقال: أما سمعت أن الهدهد إذا نقر الأرض يعرف مسافة ما بينه وبين الماء. ولا يبصر شعرة الفخ ولا ماور. وناهيك قضية آدم أبي البشر. كيف خذل لما غوي واغتر وبطر. وكذلك غيره ممن اشتهر أمرهم وانتشر. وأنا لما اغتررت بحدة بصري. ذهلت عما يجول في فكري. فتغطب حدة استبصاري فوقعت في فخ اغتراري
89 كان في مكان مكين. مأوى لمالك الحزين. وفي ذلك المكان غياض وغدران تضاهي رياض الجنان. وفي مياهه من السماك. ما يفوق سابحات السماك. فكان ذلك الطير. في دعة وخير. يزجي الأوقات. بطيب الأقوات. وكلما تحرك بحركة. كان فيها بركة. حتى لو غاص في تلك البحار والغدران لم يخرج إلا وفي منقاره سمكة. فاتفق أنه في بعض الآناء. تعسر عليه أسباب الغذاء. وارتج لفوت قوته أبواب العشاء. فكان يطير بين عالم الملك والملكوت. يطلب ما يسد الرمق من القوت. فلم يفتح عليه بشيء من أعلى السماك إلى أسفل الحوت. وامتد هذا الحال. عدة أيام