ونسي العهود والأيمان. ونبض فيه عرق العداوة القديمة والعدوان. فوثب عليه وأدخله في خبر كان. وأخلى منه الزمان والمكان
88 ذكروا أن الله مجري الخير. علم بعض عبيده الصلحاء منطق الطير. فصاحب منها هدهداً. وازداد ما بينهما تودداً. ففي بعض الأيام. مر بالهدهد ذلك الإمام. وهو في مكان عال. ملتفت إلى ناحية الشمال. وهو مشغول بالتسبيح يسبح الله بلسانه الفصيح فناداه: يا صاحب التاج والقباء والديباج لا تقعد في هذا المكان فإنه طريق كل فتان. ومطروق كل صائد شيطان. ومقعد أرباب البنادق ومرصد أصحاب الجلاهق. فقال الهدهد: إني عرفت ذلك وإنه مسلك المهالك قال: فلأي شيء عزمت على القعود فيه. مع علمك بما فيه من دواهيه. قال: أرى صبياً وأظنه غوياً نصب لي فخاً. يروم لي فيه زخاً. وقد وقفت على مكايده. ومناصب مصايده. وعرفت مكيدته أين هي. وإلى ماذا تنتهي. وأنا أتفرج عليه. وأتقدم للضحك إلي. وأتعجب من تضييع أوقاته. وتعطيل ساعاته. فيما لا يعود عليه منه نفع. ولا يفيده في قفاه سوى الصفع. وأسخر من حركاته. وأنبه من يمر على خزعبلاته. فتركه الرجل وذهب. وقضى حاجاته وانقلب. فرأى الهدهد في يد الصبي ولسان حاله يلهج بمقاله: