ولا أخ. وهناك يعرف تحقيق هذا الكلام. وما أطلعنك على ما قلت إلا من فرط الشفقة والسلام. فترجح جانب صدق الديك عند القط فقال في خاطره. بعدما أجال قدح ضمائره: إن هذا الديك من حين انفلقت عنه البيضة. وسرحت معه من الصداقة في روضة. ما وقفت له على كذب. ولا سمعن أنه لشيء من الزور مرتكب. فهو أبعد من أن يخدع. وأجل من أن يغش ويتصنع. ثم قال له: كيف أعرف صدق هذا الخبر. وهل على سوء طويته دلالة تنتظر. قال: نعم. ورب الحرم علامة ذلك أنه إذا دخل عليك. ونظر إليك. يكون منخفض الرأس. مجتمع الأنفاس. متوقعاً حلول نائبة. أو نزول مصيبة صائبة. متلفتاً يميناً وشمالاً. متخوفاً نكالاً ووبالاً. طائفاً يتنقب. خائفاً يترقب. وذلك لأنه خائن. والخائن خائف وهذا أمر بائن. وبينما هما في المحاورة. والمناظرة والمشاورة. دخل أبو جوال. وهو غافل عن هذه الأحوال. فرأى أبا يقظان. يخاطب أبا غزوان. فخنس وقهقر. وتوقف وتفكر. وهو غافل عما قضى الله وقدر. فاشمأز لرؤيته الديك واشمعل. وانتفض وابرأل. فارتعد الجرذ من شيخ الديكة. لما رأى منه هذه الحركة. لما رأى منه هذه الحركة. وانتفش وانروى. وتقبض وذوى. والتفت يميناً وشمالاً. كالطالب للفرار مجالا. والقط يراقب أحواله. ويتميز حركاته وأفعاله. فتحقق ما قيل له فيه ونظر إليه نظر المنتقم. وهم واكفهر. ورقصت شواربه وازبأر.