الديك: بماذا زال ذلك الهزال. فأخبره بخبر الجرذ وأنه صار عنده من أعز الأصدقاء الخيرين الأمناء. فضحك الديك مستغرباً. وطفق يصفق بجناحيه متعجباً. فقال له: مم تضحك. قال: من سلامة بطنك. وانقيادك لمداهنك. وحسن

صنائعك. على غشاك ومخادعك. ومن يأمن لهذا البرم. الواجب قتله في الحل والحرم. المفسد الفاسق. المؤذي المنافق. الذي خدعك حتى أمن على نفسه. وأوقعك في حبائل كيده ونحسه. مع أنك لست عنده بمشكور. ولا بالخير مذكور. وإنما الذي شاع. وملأ الأسماع. أنك تحل عقده. وتنقض عهده. وتنكث الأيمان. وتجازي بالسيئة الإحسان. فإنه لما لم ير منك ما يسره. أصبح متوقعاً ما يضره. وأعظم من هذا أنه حشر ونادى. وجاهرك بالشر وعادى وقال: إنه أحياك بعد الموت. وردك بعد الفوت. وإنه لولا فضله عليك. وبره الواصل إليك. لمت هزالاً وجوعاً. ولما عشت أسبوعاً. وإنه شفاك وعافاك. وصفا لك وصافاك. وهل سمعت أن جرذاً صادق هرة. أو اتفق بينهما مرافقة. فمناصحة القط والفار. كمصادقة الماء والنار. فلما سمع القط هذا الكلام. تألم خاطره بعض إيلام وقال للديك: جزاك الله عني خيرا. ولكن من أخبرك بهذا الخبر. وصدقك ما أثر. فقال: لقد غرك الجرذ بلقيمات من الحرام. والسحت المنغمس في الآثام. وجعلها لك بمنزلة حبة الفخ. فلا تشعر بها إلا وأنت في المسلخ. حيث لا رفيق يتشفع فيك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015