له أصحاب ثلاثة: ذئب وغراب وابن آوى. وإن رعاة مروا بذلك الطريق ومعهم جمال. فتخلف منها جمل فدخل تلك الأجمة حتى انتهى إلى الأسد. فقال له أبو فراس: من أين أقبلت. قال: من موضع كذا. قال: فما حاجتك. قال: ما يأمرني به الملك. قال: تقيم عندنا في السعة والأمن والخصب. فلبث عنده زماناً طويلاً ثم إن الأسد مضى في بعض الأيام لطلب الصيد فلقي فيلاً عظيماً. فقالته قتالاً شديداً وأفلت منه مثقلاً مثخناً بالجراح يسيل منه الدم. وقد أنشب الفيل فيه أنيابه. فلم يكد يصل إلى مكانه. حتى رزح لا يستطيع حراكاً وحرم طلب الصيد. فلبث الذئب والغراب وابن آوى أياماً لا يجدون طعاماً. لأنهم كانوا يأكلون من فضلات الأسد وفواضله. فأجهدهم الجوع والهزال. وعرف الأسد ذلك منهم فقال: لقد جهدتم واحتجتم إلى ما تأكلون. فقالوا: إنه لا يهمنا أنفسنا. لكنا نرى الملك على ما نراه فليتنا نجد ما يأكله ويصلح به. قال الأسد: ما أشك في نصيحتكم. ولكن انتشبوا لعلكم تصيبون صيداً فأكسبكم ونفسي منه. فخرج الذئب والغراب وابن آوى من عند الأسد. فتنحوا ناحية وائتمروا فيما بينهم وقالوا: ما لنا ولهذا الآكل العشب الذي ليس شأنه من شأننا. ولا رأيه من رأينا. ألا نزين للأسد فيأكله ويطعمنا من لحمه. قال ابن آوى: هذا مما لا نستطيع ذكره للأسد. لأنه قد أمن الجمل وجعل له من ذمته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015