فارط أمري. وقد قيل: الذي يفسده الحلم. لا يصلحه إلا العلم. قال الغيلم: صدقت. إلا أن الرجل الصالح يعترف بزلته. وإذا أذنب ذنباً لم يستحي أن يؤدب. وإن وقع في ورطة أمكنه التخلص منها. كالرجل الذي يعثر على الأرض وعلى الأرض ينهض ويعتمد. فهذا مثل الرجل الذي يطلب الحاجة فإذا ظفر بها أضاعها (كليلة ودمنة)
84 قال المدائني: خرج فتيان في صيد لهم. فأثاروا ضبعة فنفرت ومرت فاتبعوها. فلجأت إلى بيت رجل فخرج إليه بالسيف مسلولا. فقالوا له: يا عبد الله لم تمنعنا من صيدنا. فقال: إنها استجارت بي فخلوا بينها وبينه. فنظر إليها فإذا هي مهزولة مضرورة. فجعل يسقيها اللبن صبوحاً ومقيلاً وغبوقاً حتى سمنت وحسنت حالها. فبينا هو ذات يوم راقداً عدت عليه فشقت بطنه وشربت دمه. فقال ابن عم له:
ومن يصنع المعروف في غير أهله ... يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر
أعد لها لما استجارت بقربه ... مع الأمن ألبان اللقاح الدرائر
فأشبعها حتى إذا ما تمكنت ... فرته بأنياب لها وأظافر
فقل لذوي المعروف هذا جزاء من ... يوجه معروفاً إلى غير شاكر
وهو مثل من يعاشر من لا يشاركه حتى يهلك نفسه
85 زعموا أن أسداً كان في أجمة مجاوراً لأحد الطرق المسلوكة. وكان