يحبسك ومالي أراك مهتماً كأنك تحدث نفسك مرة أخرى. قال: يهمني أنك تأتي منزلي فلا تلقى أمري كما أحب لأن زوجتي مريضة. قال القرد: لا تهتم. فإن الهم لا يغني عنك شيئاً. ولكن التمس ما يصلح زوجتك من الأدوية والأغذية. فإنه يقال: يبذل ذو المال ماله في ثلاثة مواضع: في الصدقة. وفي وقت الحاجة. وعلى الزوجة. قال الغيلم: صدقت. وإنما قالت الأطباء: إنه لا دواء لها إلا قلب قرد. فقال القرد في نفسه: وا سوءتاه لقد أدركني الحرص والشره على كبر سني حتى وقعت في شر مورط. ولقد صدق الذي قال: يعيش القانع الراضي مستريحاً مطمئناً. وذو الحرص والشره يعيش ما عاش في تعب ونصب. وإني قد احتجت الآن إلى عقلي في التماس المخرج مما وقعت فيه. ثم قال للغيلم: وما منعك أن تعلمني حتى كنت أحمل قلبي معي. وهذه سنة فينا معاشر القردة إذا خرج أحدنا لزيارة صديق له خلف قلبه عند أهله أو في موضعه. لننظر إذا نظرنا إلى حرم المزور وما قلوبنا معنا. قال الغيلم: وأين قلبك الآن. قال: خلفته في الشجرة فإن شئت فارجع بي إليها حتى آتيك به. ففرح الغيلم بذلك ورجع بالقرد إلى مانه. فلما قارب الساحل وثب القرد عن ظهره فارتقى الشجرة. فلما أبطأ على الغيلم ناداه يا خليلي احمل قلبك وانزل فقد عقتني. فقال القرد. هيهات ولكنك احتلت علي وخدعتني بمثل خديعتك. واستدركت