الساعة التي بجيبي تأخرت في السير ليلاً بنحو ثلاثين دقيقة
83 زعموا أن قرداً يقال له ماهر كان ملك القردة وكان قد كبر وهرم. فوثب عليه قرد شاب من بيت المملكة فتغلب عليه وأخذ مكانه. فخرج هارباً على وجهه حتى انتهى إلى الساحل. فوجد شجرة تين فارتقى إليها واتخذها له مقاماً. فبينما هو ذات يوم يأكل من ثمرها. إذ سقطت من يده تينة في الماء فسمع لها صوتاً وإيقاعاً. فجعل يأكل ويرمي في الماء فأطربه ذلك فأكثر من تطريح التين فيه. وكان ثم غيلم كلما وقعت تينة أكلها. فلما أكثر ذلك ظن أن القرد إنما يفعل ذلك لأجله فرغب في مصادقته وأنس إليه وكلمه. وألف كل واحد منهما صاحبه. وطالت غيبة الغيلم على زوجته. فجزعت عليه وشكت ذلك إلى جارة لها وقالت: قد خفت أن يكون عرض له عارض سوء فاغتاله. فقالت لها: إن زوجك بالساحل قد أبلف قرداً وألفه القرد. فهو مؤاكله ومشاربه ومجالسه. ثم إن الغيلم انطلق بعد مدة إلى منزله. فوجد زوجته سيئة الحال مهمومة. فقال لها: ما لي أراك هكذا فأجابته جارتها: إن قرينتك مريضة مسكينة. وقد وصفت لها الأطباء قلب قرد وليس لها دواء سواه. فقال: هذا أمر عسير من أين لنا قلب قرد ونحن في الماء ولكن سأشاور صديقي. ثم