ولو لبس الحمار ثياب خز ... لقال الناس يا لك من حمار

وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد ... ذخراً يكون كصالح الأعمال

وإني أرى في عينك الجذع معرضاً ... وتعجب إن أبصرت في عيني القذى

وما أقبح التفريط في زمن الصبا ... فكيف به والشيب للرأس شامل

وتشتت الأعداء في آرائهم ... سبب لجمع خواطر الأحباب

وكل جديد قد يؤول إلى بلى ... وكل امرئ يوماً يصير إلى كانا

وإذا كانت النفوس كباراً ... تعبت في مرادها الأجسام

وماذا أرجي من حياة تكدرت ... ولو قد صفت كانت كأحلام نائم

ولم أر مثل الشكر جنة غارس ... ولا مثل حسن الصبر جبة لابس

وفي السماء نجوم ما لها عدد ... وليس يكسف إلا الشمس والقمر

ونار إن نفخت بها أضاءت ... ولكن أنت تنفخ في رماد

وإني رأيت الحزن للحزن ماحياً ... كما خط في القرطاس سطر على سطر

ويمكن وصل الحبل بعد انقطاعه ... ولكنه يبقى به عقدة الربط

وعين الرضا عن كل عيل كليلة ... كما أن عين السخط تبدي المساويا

وإذا كان منتهى العمر موتاً ... فسواء طويله والقصير

وإذا أراد الله نصرة عبده ... فكانت له أعداؤه أنصارا

ومن يتشبث في العداوة كفة ... بأكبر منه فهو لا شك هالك

يهوى الثناء مبرز ومقصر ... حب الثناء طبيعة الإنسان

يقولون لي أهلاً وسهلاً ومرحباً=ولو ظفروا بي ساعة قتلوني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015