في ذلك بطرك رومة وأنطاكية وبيت المقدس ثم اجتمعوا بمدينة أفسس في مائتي أسقف وأجمعوا على كفر نسطوريس ونفوه (431) . وأخذ بمقالته نصارى الجزيرة والموصل إلى الفرات ثم العراق وفارس إلى المرق. ثم ملك مرقيان بعده ست سنين وتزوج أخت تاودوسيوس الصغير. وكان في أيامه المجمع الرابع بخلقيدونية. وأنه كان بسبب ديسقرس بطرك الإسكندرية وما أحدث من البدعة في الأمة. فقالوا بالطبيعتين والأقنوم الواحد وأجمعوا على نفيه. وافترقت النصارى إلى ملكية. وهم أهل الأمانة فنسبوا إلى مرقيان قيصر الملك. وإلى يعقوبية وهم أهل مذهب ديسقرس. وإنما دعوا يعاقبة نسبة إلى بعض تلامذة ديسقرس اسمه يعقول كان يطوف البلاد داعياً إلى مقالة ديسقرس. وإلى نسطورية وهم نصارى المشرق. ثم ملك بعد مرقيان لاون الكبير (457) ثم لاونطيوس (475) ثم زينون (476) وكان يعقوبياً
463 أنسطاس قيصر ملك سبعاً وعشرين سنة. وفي أول ملكه قتل كثيرين من صبيان المكتب لأنهم هجوه. وأجاز البربر من المغرب إلى رومة وغلبوا عليها. وفي السنة الثالثة له بنيت دار التي فوق نصيبينز ثم إن أنسطاس الملك أراد أن يوضع في البيعة قول المؤمنين في صلواتهم. إنك صلبت من أجلنا. فاضطرب أهل القسطنطينية كلهم وأخذوا الحجارة ليرجموه بها. فهاله أمرهم وجبن عنهم. فوع تاجه عن رأسه قائلاً: إني أنتهي إلى أمركم فيما تريدون. فكف الشعب عنهم. ثم ملك يوسطينوس قيصر تسع سنين وكان أصله من رومة. هذا أصلح جميع البيع وردّ كل من نفاه الملوك قبله. وفي السنة السابعة لملكه اقتتل الروم والفرس على شاطىء الفرات وغرق من الروم خلق كثير. وفي هذه السنة سقط ثلج كثير وجليد وأفسد عامة الأشجار مع الكروم. وبعد سنة قلت الأمطار وعزت الغلات ونقس الماء في الينابيع ثم تبع ذلك حر قوي ووباء شديد ودام ست سنين. وفي السنة التاسعة من ملكه أشرك معه في الملك يوسطينيانس الصغير وكان ابن أخته وبعد ثلاثة أشهر مات وفي هذا الوقت غزا كسرى ملك الفرس مدينة الرها وقتل فيها خلقاً كثيراً. ثم ملك بعده يوسطينيانس قيصر ثماني وثلاثين سنة. وفي ثالثة ملكه غزا الفرس بلاد الروم فوقعت بين الفرس والروم حروب كثيرة. وزحف كسرى في آخرها لثماني من ملك يوسطينيانس ومعه المنذر ملك العرب فبلغ الرها وغلب الروم وغرق من الفريقين في الفرات خلق كثير. وحمل الفرس أسارى الروم وسباياهم ثم وقع الصلح بينهما. وفي خمس وثلاثين من ملك يوسطينيانس عهد بأن يتخذ عيد الميلاد في خامس وعشرين من كانون الأول وعيد الدنح لستة أيام من كانون الأخير. فامتثلوا أمره خلا الأرمن فإنهم داومو على تعييد العيدين في يوم واحد. وكانت كنيسة بيت لحم صغيرة فأمر أن يوسع فيها فبنيت كما هي لهذا العهد. وفي عهده كان المجمع الخامس بقسطنطينية (553)