ثم ملك بعده يوسطينوس قيصر (465) ثم طياريوس (578)

موريقي (582) وفوقاس (602) وهرقل (610-641)

464 موريقي قيصر ملك عشرين سنة. وكان حسن السيرة سهل المعاملة كثير الصدقة. وكان في كل سنة يهيء طعاماً للفقراء والمساكين ستين مرة ويقوم هو وزوجته من ملكهما فيتوليان خدمتهم وإطعامهم وإسقاهم. وفي السنة الرابعة لموريقي عرض وباء شديد بقسطنطينية ومات من أهلها زهاء أربع مائة ألف نس. ولعهده انتفض على هرمز كسرى قريبه بهرام وخلعه واستولى علىملكه وقتله. وسار ابنه أبرويز إلى موريقي قيصر صريخاً، فبعث معه العساكر ورد أبرويز إلى ملكه وقتل بهرام الخارج عليه. وبعث إليه بالهدايا والتحف كما فعل أبوه من قبله مع القياصرة وخطب أبرويز من موريقي قيصر ابنته مريم فزوجه إياها وبعث معها من الجهاز والأمتعة والأقمشة ما يضيق عنه الحصر. ثم وثب على موريقي بعض مماليكه بمداخلة قريبه البطريق فوقاس فدسّه عليه فقتله وملك على الروم وتسمى قيصر. وقتل أولاد موريقي. وبلغ أبرويز كسرى ما جرى على موريقي وأولاده. فجمع عساكره وقصد بلاد الروم ليأخذ ثار صهره وبعث عساكره مع مرزبانه خزرويه إلى القدس وعهد إليه بقتل أهلها وخراب البلد. وجاء بنفسه في عساكر الفرس إلى القسطنطينية وحاصرها وضيق عليها. وأما خزرويه المرزبات فسار إلى الشام وخرب البلاد. واجتمع يهود طبرية والخليل وناصرة وصور وأعانوا الفرس على قتل النصارى وخراب الكنائس. فنهبوا الأموال وأخذوا قطعة من الصليب وعادوا إلى كسرى بالسبي وفيهم زخريا بطرك المقدس. ولما انتهى أبرويز في حصار القسطنطينية نهايته وضيق عليها اجتمع البطارقة بعلوقيا وبعثوا السفن مشحونة بالأقوات مع سرقل أحد بطارقة الروم ففرحوا به ومالوا إليه وداخلهم في الملك. وثاروا على قوقاس سبب هذه الفتنة وقتلوه. وملكوا هرقل فارتحل أبرويز عن القسطنطينية راجعاً إلى بلاده. وملك هرقل بعد ذلك إحدى وثلاثين سنة وكان ملكه أول سنة من الهجرة. وفي السابعة للهجرة بعث عساكر الفرس ومقدمهم مرزبانه شهريار فدوّخ بلاد الروم وحاصر القسطنطينية ثم تغير له. فكتب إلى المرازية معه بالقبض عليه واتفق وقوع الكتاب بيد هرقل فبعث به إلى شهريار فانتفض ومن معه وطلبوا هرقل في المدد فخرج معهم بنفسه بنفسه في ثلاث مائة ألف من الروم وأربعين ألفاً من التركمان وسار إلى بلاد الشام والجزيرة وافتتح مدائنهم التي كان ملكها كسرى من قبل وفيما افتتح أرمينية. ثم سار إلى الموصل فلقيه جموع الفرس وقائدهم المرزبان فانهزموا. وقتل وأجفل أبرويز عن المدائن واستولى هرقل على ذخائر ملكهم. وكان شيرويه بن كسرى محبوساً فأخرجه شهريار وأصحابه وملكوه وعقدوا مع هرقل الصلح واسترجع الصليب. (لابن العميد) تمّ بحوله تعالى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015