461 أرقاذيوس قيصر ملك ثلاث عشرة سنة وفي أيامه قام يوحنا فم الذهب بطركاً على قسطنطينية. ووضع تفسير الإنجيل وهو ابن ثماني وعشرين سنة. ومنع الكهنة من أمور كثيرة من الفساد فحسدوه وجعلوا يطلبون عليه عثرة. ونهى الملكة أودكسيا امرأة أرقاذيوس عن اختلاسها كرم امرأة أرملة. ولأنها أبت رشقها في بعض خطبه ذات يوم وشبهها بإيزبل امرأة آحاب ملك إسرائيل التي أخذت كرماً أيضاً من أرملة. فركبت يوماً من الأيام وأخذت معها تسعة وعشرين أسقفاً ممن عادى يوحنا فم الذهب واجتمعوا بمدينة خلقيدونية. وحرموه وأسقطوه من مرتبته بحجة أنه لم يدع النظر في كتب أوريغانيس فاضطرب أهل القسطنطينية لذلك وهموا بإحراق دار الملك فخافهم الملك وبعث إلى فم الذهب وردّه إلى مرتبته. فلما رجع رفع تمثالاً كان للملكة بالقرب من الكنيسة. وخطب ذات يوم وسمّى الملكة هيروذيا أي الملكة التي قتلت يحيى بن ذكريا المعمدان. فغضبت غضباً شديداً ووجّهت إلى بعض الأساقفة فجمعتهم إلى قسطنطينية فحرموه ثانياً ونفوه. وكان ذلك في السنة الثامنة لأرقاذيوس. فنفي على بلدة بعيدة فتوفي هناك لثماني وأربعين سنة من عمره. وثارت الفتن بين الروم والمصريين بسبب عظام يوحنا قم (الذهب حتى أتوا بها بعد ثلاث وثلاثين سنة لموته. فدفنوها بقسطنطينية وأثبتوا اسمه في سفر الحياة مع باقي الآباء القديسين. ثم أن أرقاذيوس مات وهو ابن ثلاثين سنة وخلّف ابنه تاودسيوس ابن ثماني سنين. (لأبي الفرج)
462 وملك من بعده تاودوسيوس الأصغر وفي زمانه كثر النصارى في سلطان الفرس وظهرت النصرانية جداً على يدي مروثا أسقف ميّافارقين الذي أرسل من تاودوسيوس الذي أرسل من تاودوسيوس الصغير على الفرس. وفي السنة العاشرة لتاودوسيوس الصغير عرف شمعون صاحب العمود بأنطاكية وكان يظهر الآيات والعجائب. وكان في هذا الزمان مار إسحاق تلميذ مار إفرام صاحب الميامر المنظومة. وفي هذا الزمان انبعث أصحاب الكهف من رقدتهم التي رقدوا على عهد ديقيانوس الملك. فخرج تاودوسيوس الملك مع أساقفة وقسيسسين وبطارقة فنظر إليهم وكلموهم فلما انصرفوا من عندهم ماتوا في مواضعهم. وانتقض لعهده قومس أفريقية وخالف طاعة القياصرة فحدثت بأفريقية فتنة لذلك. ثم زحف القوط إلى رومة وفرّ عنها أنوريوس فحاربوها ودخلوها عنوة واستباحوا ثلاثاً وتجافوا عن أموال الكنائس. ثم صالحوا الروم على أن يكون لهم الأندلس فانقلبوا إليها وتركوا رومة. وفي السابعة عشرة من ملك تاودوسيوس قدم نسطوريس بطركاً بالقسطنطينية فأقام أربع سنين وظهرت عنه العقيدة التي دان بها. وكان يقول باتحاد المشية دون نفس الكلمة فبلغت مقالته إلى كيرلوس بطرك الإسكندرية فخاطب