الدخول إلى الكنيسة وأعلم أن إيمانه فاسد. وكتب بذلك إلى سائر الأساقفة والبطاركة في النواحي وفعل ذلك بأسقفين آخرين على مثل رأي آيوش. فرفعوا أمرهم إلى قسطنطين وأحضرهم جميعاً لتسع عشرة من دولته وتناظروا. ولما قال آريوش إن الإبن حادث وإن الآب فوّض إليه بالخلق. وقال الإسكندروس الخلق استحق الألوهية فاستحسن قسطنطين قوله وأذن له أن يشيد بكفر آريوش. وطلب الإسكندروس اجتماع النصرانية لتحرير المعتقد الإيماني. فجمعهم قسطنطين وكانوا ثلاث مائة وثمانية عشرة أسقفاً وذلك في مدينة نيقية فسمي المجتمع مجتمع نيقية. وكان رئيسهم الإسكندروس بطرك إسكندرية ومقاريوس أسقف بيت المقدس. وبعث سلطوس (سلوسطروس) بطرك رومة بقسيس حضر معهم لذلك نيابة عنه. فتفاوضوا وتناظروا واتفقوا على رأس واحد. فصار قسطنطين إلى قولهم وأعطى سيفه وخاتمه وباركوا عليه ووضعوا له قوانين الدين والملك. ونفى آريوش. وكتبوا العقيدة التي اتفق عليها أهل ذلك المجمع. (لابن خلدون)
456 وكان في المجمع أسقف رأي ناباطيس. فقال له الملك: لم لا توافق الجمهور في قبول من تاب عن معاصيه منيباً إلى الله. فأجابه الأسقف: إنه لا مغفرة لمن فرطت منه كبيرة بعد الإيمان