والعماد بدليل قول فولس الرسول حيث يقول: لا يستطيع الذين ذاقوا كلمة الله أن يدنسوا بالخطيئة ليطهروا بالتوبة ثانية. فقال له الملك هازئاً به: إن كان الأمر كما تزعم فانصب لك سلماً لترقى فيه وحدك إلى السماء. ونهض بعض الأساقفة فرفع إلى الملك كتاباً فيه سعاية ببعض الأساقفة. فلما قرأه الملك أمر أن يحرق الكتاب بالنار وقال: لو وجدت أحداً من الكهنة في ريبة لسترته بأرجوانيتي.
457 ولم يزل دين النصرانية يظهر ويقوى إلى أن دخل فيه أكثر الأمم المجاورة للروم من الجلالقة والصقالبة والروس واللاّن والأرمن والكرج وجميع أهل مصر من القبط وغيرهم وجمهور أصناف السودان من الحبشة والنوبة وسواهم. وآمن بعد هؤلاء أصناف من الترك أيضاً. وبنى قسطنطينوس بيعة عظيمة بالقسطنطينية وسماها أجيا صوفيا أي حكمة القدوس. وبيعة أخرى على أسم السليحين. وبنى بيعة بمدنة بعلبك. وبنى بأنطاكية هيكلاً ذا ثماني زوايا على اسم السيدة. وفي أيامه غزا سابور بلاد الروم فنهض قسطنطينوس لمحاربته. وعند وصوله إلى نيقومذيا أدركته المنية وفي مرضه قسم الملك على أولاده الثلاثة وملك الكبير المسمى باسمه قسطنطينوس على بلاد إفرنجية. ورتب الآخر المسمى قسطنسيوس على مصر والشام وما بين النهرين وأرمينية. ورتب الصغير المسمى