فطروفيلس المحصل واختار أتباع النصارى السيرة الحسنة وترك الدنيا وملاذها يفيدهم الأيد بالقول والعمل. وفي هذا الزمان عرف أفولونيس الطلسماطيقي وكان يضاد التلاميذ بأفاعيله المخالفة لأفاعيل المسيح ويقول: الويل لي إن سبقني ابن مريم. ونفى دومطيانوس يوحنا الإنجيلي إلى بعض الجزائر وكتب إليه ديونوسيوس أسقف أثينا كتاباً يقول فيه: لا يعترينك الضجر والملل فإنه لا يطول سجنك فالله يعمل لك الخلاص فألهم نفسك بالصبر. وبعد قليل قتل دومطيانوس قيصر على بساطه في مجلسه. (لابن العبري وابن العميد بتصرف)
448 وملك بعده نرواس وأحسن السيرة وأرم برد من كان منفياً من النصارى وخلاهم ودينهم فرجع يوحنا الإنجيلي على أفسس بعد ست سنين. ولم يكن له ولد فعهد بالملك إلى طريانس من عظماء قواده فولي بعده (98) وتسمى قيصر وقتل شمعان بن كلاوفا أسقف بيت المقدس. وإغناطيوس أسقف أنطاكية رمي للسباع (107) . وتتبع أئمتهم بالقتل واستعبد عامتهم وفيلينوس صاحب الشرط لما عجز من قتل النصارى لكثرتهم طالع قيصر أن أهل هذا المذهب عاملون بجميع سنن الفلاسفة غير أنهم لا يكرمون الأصنام. فأمر قيصر أن لا يجد في أذاهم إلا إذا وجد منهم من يتفوه بسبب الآلهة فليدن.