من جهة الجوف. فبعث شواطيانس فسار إليهم في العساكر وغلبهم على أمرهم. ثم ثار بنيرون جماعة من قواده فقتلوه (68) وملكوا غلبان فأقام عليهم أشهراً وقتلوه غيلة وقدموا عوضه أتون ثلاثة أشهر ثم خلعوه وملكوا بطالس وكان رديء السيرة. وبلغ إسباشيانوس موت نيرون وهو يحاصر القدس فأشار عليه أصحابه بالانصراف إلى رومة وبشره يوسف بن كربون وكان أسيراً عند بالملك فانطلق إلى رومة وخلف ابنه طيطش على حصار القدسز. وانقطع ملك آل يولش قيصر لمائة وست عشرة سنة من مبدأ دولتهم واستقام ملك إسباشيانوس في جميع ممالك الروم وتسمى قيصر كما كان من قبل (69) . (لابن خلدون بتصرف واختصار)
447 وملك إسباشيانوس عشر سنين وهو بنى قولس أي منارة الإسكندرية طولها مائة وخمس وعشرون خطوة. وفي السنة الثانية من ملكه أفتتح طيطش ابنه مدينة أورشليم وقتل فيها زهاء ستين ألف نفس وسبى نيفاً ومائة ألف نفس ومات فيها من الجوع خلق كثير والباقون تشتتوا في البلاد ودعثرها وأخرب هيكلها. وتمت نبوءة يعقول حيث قال: لن تفقد هراوة الملك من يهوذا ولا المنذر أي النبي من ذريته حتى يأتي من له الغلبة وإياه تتوقع الشعوب. وتم أيضاً أنذر به المخلص مخاطباً لأورشليم. أنه سيأتي أيام تحيط