العظام لا ثمر لها كالساج والدلب والعرعر لأن المادة كلها صرفت إلى نفس الشجرة. ولا كذلك الأشجار المثمرة فإن مادتها صرفت إلى الشجرة والثمرة. وقد يشارك النبات الحيوان في أمر التغذية. فإن الغذاء كما يسري في بدن الحيوان لا تبقى شعرة إلا أخذت منها قسطها فكذلك الماء الذي صب في أسفل الشجرة فإنه يعلو إلى الأغصان في داخل تجاويف الأشجار شيئاً فشيئاً حتى ينشر في جميع أوراق الأشجار وفي جميع أطراف الأوراق ويغذي كل جزء من كل ورقة ويجري من تجاويف عروق شعرية صغار ترى في أصل الورق وكأن العرق الكبير نهر. وما يتشعب عنه جداول في جميع عرض الورق فيصل الماء إلى سائر أجزاء الورقة. وكذلك إلى سائر أجزاء الفواكه. ومن عجيب صنع الباري تعالى خلق الأوراق على الأشجار زينة لها ووقاية لثمارها من نكاية الشمس والهواء. ثم إنه تعالى خلقها مرتفعة عن الثمار متفرقة بعض التفريق لا متكاثفة عليها بعيدة عنها لتأخذ الثمار من النسيم تارة ومن الشمس تارة أخرى. ولو تكاثفت عليها حتى منعتها إصابة النسيم وشعاع الشمس لبقيت على فجاجتها غليظة الجلد قليلة المائية. وإذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015