الزمان. وهو لين أصفر براق طيب الرائحة ثقيل رزين. فصفرة لونه من ناريته. ولينه من دهنيته. وبريقه من صفاء مائيته. وثقله من ترابيته. وهو أشرف نعمه الله على عبادة إذ به قوام أمور الدنيا ونظام أحوال الخلق لاضطرارهم إليه في حاجاتهم. فإن كل إنسان محتاج إلى أعيان كثيرة من مطعمه وملبسه ومسكنه وسائر حاجاته. ولعله يملك ما يستغني عنه كمن يملك الثياب وهو محتاج إلى البر. ولعل صاحب البر لا يحتاج إلى الثياب فلابد من متوسط يرغب فيه كل أحد. فخلق الله تعالى الدراهم والدنانير متوسطين بين الأحشاء حتى يبذلا في مقابلة كل شيء ويبذل في مقابلتها كل شيء. وهما كالقاضيين بين جميع الناس يقضيان حوائج كل من لقيهما.
404 (الحديد (. جسم (بسيط) كدر المادة أسود اللهو. وهو أكثر فائدة من سائر الفلزات وإن كان أقل ثمناً. فيه بأس شديد ومنافع للناس. فالبأس في النصول المتخذة منه. والمنافع في الآلات والأدوات حتى قيل: ما من صنعة إلا وللحديد فيها في أدواتها مدخل.
405 (الشجر) . هو كل ما له ساق من النبات. والأشجار العظام بمثابة الحيوانات العظام والنجوم بمثابة الحيوانات الصغار. والأشجار