بيوت. وأحدهما يسكنه العميان والثاني يسكنه الشيوخ الذين لا يستطيعون الخدمة ممن بلغ الستين أو نحوهما. ولكل واحد منهم كسوته ونفقته من أوقاف معينة لذلك. وفي داخل كل مانستار منها دويرة لتعبد الملك الذي بناه وأكثر هؤلاء الملوك إذا بلغ الستين أو السبعين بنى مانستاراً ولبس المسوح وهي ثياب الشعر وقلد ولده الملك واشتغل بالعبادة حتى يموت. وهم يحتفلون في بناء هذه المانستارات ويعملونها بالرخام والفسيفساء وهي كثيرة بهذه المدينة. ودخلت مع الرومي الذي عينه الملك للركوب معي إلى مانستار يشقه نهر وفيه كنيسة فيها كثير من الأبكار عليهن المسوح ورؤوسهن محلوقة فيها قلانيس اللبد وعليهن أثر العبادة. وقال لي الرومي: إن هؤلاء البنات من نبات الملوك وهبن أنفسهم لخدمة هذه الكنيسة. ودخلت معه إلى كنائس فيها الرهبان يكون في الكنيسة منها مائة رجل وأكثر وأقل وكثير من أهل المدينة متعبدون وقسيسون وكنائسها لا تحصى كثرة. وأهل المدينة من جندي وغيره صغير وكبير يجعلون على رؤوسهم المظلات الكبار شتاء وصيفاً. والنساء لهن عمائم كبار.
398 (ذكر الملك المترهب جرجيس) وهذا الملك ولى الملك لابنه وانقطع للعبادة وبنى مانستارا كما ذكرنا خارج المدينة على ساحلها. وكنت يوماً مع الرومي المعين للركوب معي فإذا بهذا الملك ماشياً على قدميه. وعليه المسوح وعلى رأسه قلنسوة لبدٍ وله لحية بيضاء طويلة