قسمين أحدهما يمر بسوق العطارين والآخر يمر بالسوق حيث القضاة والكتاب. وعلى باب الكنيسة سقائف يجلس بها خدامها الذين يقمون طرقها ويوقدون سرجها ويغلقون أبوابها. ولا يدعون أحد يدخلها حتى يسجد للصليب الأعظم عندهم الذي يزعمون أنه بقية من الخشبة التي صلب عليها عيسى. وهو على باب الكنيسة مجعول في جعبة ذهب طولها نحو عشرة أذرع. وقد عرضوا عليها جعبة ذهب مثلها حتى صارت صليبا. وهذا الباب مصفح بصفائح الفضة والذهب وحلقتاه من الذهب الخالص وذكر لي أن عدد من بهذه الكنيسة من الرهبان والقسيسين ينتهي إلى مئات. وأن بعضهم من ذرية الحواريين وأن بداخلها كنيسة مختصة بالنساء. ومن عادة الملك وأرباب دولته أن يأتوا كل يوم صباحاً إلى زيارة هذه الكنيسة.
397 (ذكر المانستارات بقسطنطينية) والمانستار عندهم شبه الزاوية عند المسلمين. وهذه المانستارات بها كثيرة فمنها مانستار عمره الملك جرجيس. ومنها مانستاران خارج الكنيسة العظمى عن يمين الداخل إليها وهما في داخل بستان يشقهما نهر ماء وأحدهما للرجال والآخر للنساء وفي كل واحد منهما كنيسة ويدور بهما البيوت للمتعبدين والمتعبدات وقد حبس على كل واحد منهما أحباس لكسوة المتعبدين ونفقتهم. ومنها مانستاران عن يسار الداخل إلى الكنيسة العظمى على مثل هذين الآخرين ويطيف بهما