وربما استعصوا عليه فيحاربهم حتى يصلح بينهم البابا. وجميعهم أهل تجارة. ومرساهم من أعظم المراسي رأيت به نحو مائة جفن من القراقر وسواها من السفن الكبار. وأما الصغار فلا تحصى كثرة. وأسواق هذا القسم حسنة يشقها نهر صغير قذر.

396 (ذكر الكنيسة العظمى) وإنما نذكر خارجها وأما داخلها فلم أشاهده. وهي تسمى عندهم أيا صوفيا. وهي من أعظم كنائس الروم وعليها سور يطيف بها فكأنها مدينة. وأبوابها ثلاثة عشر باباً. ولها حرم هو نحو ميل عليه باب كبير ولا يمنع أحد من دخوله وقد دخلته مع والد الملك. وهو شبه مشور مسطح بالرخام وتشقه ساقية تخرج من الكنيسة. لها حائطان مرتفعان نحو ذراع منتظمة عن جهتي الساقية. ومن باب الكنيسة على باب هذا المشور معرش من الخشب مرتفع عليه دوالي العنب وفي أسفله الياسمين والرياحين. وخارج باب هذا المشور قبة خشب كبيرة فيها طبلات خشب يجلس عليها خدام ذلك الباب. وعن يمين القبة مصاطب وحوانيت أكثرها من الخشب يجلس بها قضاتهم وكتاب دواوينهم. وفي وسط تلك الحوانيت قبة خشب يصعد إليها على درج خشب. وفيها كرسي كبير مطبق بالملف يجلس فوقه قاضيهم. وعن يسار القبة التي على باب هذا المشور سوق العطارين. والساقية التي ذكرناها تنقسم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015