يلبس خلعة الملك ويركب فرسه يطاف به بالأبواق والأنفا والأطبال ليراه الناس لئلا يؤذوه. فطافوا بي في الأسواق.

395 (دكر المدينة) . وهي متناهية في الكبر منقسمة بقسمين بينهما نهر عظيم فيه المد والجزر. وكانت عليه فيما تقدم قنطرة مبنية فخربت وهو الآن يعبر في القوارب. واسم هذا النهر أبسمي. وأحد القسمين من المدينة يسمى اصطنبول وهو بالعدوة الشرقية من النهر. وفيه سكنى السلطان وأرباب دولته وسائر الناس. وأسواقه وشوارعه مفروشة بالصفاح متسعة. وأهل كل صناعة على حدة لا يشاركهم سواهم. وعلى كل سوق أبواب تسد عليه بالليل وأكثر الصناع والباعة بها النساء. والمدينة في سفح جبل داخل في البحر نحو تسعة أميال وعرضه مثل ذلك أو أكثر. وفي أعلاه قلعة صغيرة وقصر السلطان. والسور يحيط بهذا الجبل وهو مانع لا سبيل لأحد إليه من جهة البحر. وفيه نحو ثلاث عشرة قرية عامرة. والكنيسة العظمى هي في وسط هذا القسم من المدينة. وأما القسم الثاني منها فيسمى الغلطة وهو بالعدوة الغربية من النهر شبيه برباط الفتح في قرية من النهر. وهذا القسم خاص بنصارى الإفرنج يسكنونه. وهم أصناف فمنهم الجنويون والبنادقة وأهل رومة وأهل إفرنسة وحكمهم إلى ملك القسطنيطينية يقدم عليهم منهم من يرتضونه ويسمونه القمص. وعليهم وظيفة في كل عام لملك القسطنطينية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015