وتلاقت معه أخته في مثل زيها الأول وترجلا جميعاً. وأوتي بخباء حرير فدخلا فيه. ونزلنا على عشرة أميال من القسطنطينية.
فلما كان الغد خرج أهلها من رجال ونساء وصبيان ركباناً ومشاة في أحسن زي وأجمل لباس وضربت عند الصبح الأطبال والأبواق والأنفار وركبت العساكر. وخرج السلطان وزوجته أم هذه الخاتون وأرباب الدولة والخواص. وعلى رأس الملك رواق يحمله جملة من الفرسان ورجال بأيديهم عصي طوال في أعلى كل عصا سبه كرة من جلد يرفعون بها الرواق. وفي وسط الرواق مثل القبة يرفعها الفرسان بالعصي. ولما أقبل السلطان اختلطت العساكر وكثر العجاج. ولم أقدر على الدخول فيما بيتهم فلزمت أثقال الخاتون وأصحابها خوفاً على نفسي وذكر لي أنها لمّا قربت من أبويها ترجلت وقبلت الأرض بين أيديهما. ثم قبلت حافري فرسيهما. وفعل كبار أصحابها مثل فعلها في ذلك. وكان دخولنا عند الزوال أو بعده إلى القسطنطينية العظمى. وقد ضربوا نواقيسهم حتى ارتجت الآفاق لاختلاط أصواتها. ولما وصلنا الباب الأول من أبواب قصر الملك وجدنا به نحو مائة رجل معهم قائد لهم فوق دكانه وسمعتهم يقولون: سراكنو سراكنو ومعناه المسلمون. ومنعونا من الدخول. فقال لهم أصحاب الخاتون، إنهم من جهتنا. فقالوا: لا يدخلون إلا الإذن. فأقمنا بالباب وذهب بعض أصحاب