وتلك الخيل المقودة هي مراكب ابن السلطان وقسم فرسانه على أفواج كل فوج فيه مائتا فارس. ولهم أمير قد قدم أمامه عشرة من الفرسان شاكين في السلاح وكل واحد منهم يقود فرساً. وخلفه عشرة من العلامات ملونة بأيدي عشرة من الفرسان. وعشرة أطبال يتقلدها عشرة من الفرسان. ومعهم ستة يضربون الأبواق والأنفار والصرنايات وهي الغيطات. وركبت الخاتون في مماليكها وجواريها وفتيانها وخدامها. وهم نحو خمسمائة عليهم ثياب الحرير المزركشة بالذهب المرصعة. وعلى الخاتون حلة يقال لها النخ أو النسيج مرصعة بالجوهر. وعلى رأسها تاج مرصع وفرسها مجلل بجل حرير مزركش بالذهب. وفي يديه ورجليه خلاخل الذهب وفي عنقه قلائد مرصعة. وعظم السرج مكسو ذهباً مكلل جوهراً. وكان التقاؤهما في بسيط من الأرض على نحو ميل من البلد. وترجل لها أخوها لأنه أصغر سناً منها وقبل ركابها وقبلت رأسه. وترجل الأمراء وأولاد الملوك وقبلوا جميعاً ركابها وانصرفت مع أخيها. وفي غد ذلك اليوم وصلنا إلى مدينة كبيرة على ساحل البحر لا أثبت الآن اسمها ذات أنهار وأشجار نزلنا بخارجها. ووصل أخو الخاتون ولي العهد في ترتيب عظيم وعسكر ضخم من عشرة آلاف مدرع. وعلى رأسه تاج وعن يمينه نحو عشرين من أبناء الملوك وعن يساره مثلهم. وقد رتب فرساه على ترتيب خيه سواء إلا أن الحفل أعظم والجمع أكثر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015