توافقنا لنكونن معاً لا نكفر بالله ولا نعبد الطواغيت من دون الله عز وجل. فرق بيني وبينهم فلم أرهم ولم يروني. وقد كنا توافقنا أن لا نفترق في حياة ولا موت أبداً. يا ليت شعري ما هو فاعل بي أقاتلي أم لا.

ثم انتهى به إلى الرجلين الصالحين أرموس وإصطفوس فلما رأى تمليخا أنه لم يذهب به إلى دقيانوس أفاق وسكن عنه البكاء فأخذ أرموس وإصطفوس الورق فنظرا إليها وعجبا منها. ثم قال له أحدهما: أين الكنز الذي وجدته يا فتى. لهذا الورق يشهد عليك أنك قد وجدت كنزاً. فقال له تمليخا: ما وجدت كنزاً ولن هذا الورق ورق آبائي ونقش هذه المدينة وضربها. ولكني ما أدري ما أقول لكم. قال أحدهما: من أنت. فقال له تمليخا: أما ما أرى فإني كنت أرى أني من أهل هذه المدينة. فقالوا له: من أبوك ومن يعرفك بها. فأنباهم باسم أبيه فلم يجدوا أحداً يعرفه ولا أباه. فقال له أحدهما: أنت رجل كذاب لا تخبر بالحق. فلم يدر تمليخا ما يقول لهم غير أنه نكس رأسه إلى الأرض. فقال بعض من حوله: هذا الرجل مجنون. وقال بعضهم: ليس بمجنون ولكنه يحمق نفسه عمداً لكي يفلت منكم. فقال له أحدهما ونظر إليه نظراً شديداً: أتظن أنا نرسلك ونصدقك أن هذا مال أبيك. ولنقش هذه الورق وضربها أكثر من ثلاثمائة سنة. وأنت غلام شاب تظن أنك تأفكنا وتسخر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015