بنا ونحن شمط كما ترى. وحولك سراة أهل المدينة وولاة أمرها وخزائن هذه البلدة بأيدينا. وليس عندنا من هذا الضرب درهم ولا دينار. وإني لأظنني سآمر بك فتضرب وتعذب عذاباً شديداً ثم أوثقك حتى تقر بهذا الكنز الذي وجدت. فلما قال له ذلك قال لن تمليخا: أنبئوني عن شيء أسألكم عنه فإن فعلتم صدقتكم ما عندي. قالوا: سل لا نكتمك شيئاً. قال فما فعل الملك دقيانوس. فقالوا له: ليس نعرف اليوم على وجه الأرض ملكاً يسمى دقيانوس. ولم يكن إلا ملكاً قد هلك منذ زمان ودهر طويل وقد هلكت بعده قرون كثيرة. فقال لهم تمليخا: فوالله ما يصدقني أحد من الناس بما أقول. لقد كنا فتية الملك وإنه أكرهنا على عبادة الأوثان والذبح للطواغيت فهربنا منه عشية أمس فنمنا. فلما انتبهنا خرجت لأشتري لأصحابي طعاماً وأتجسس لهم الأخبار فإذا أنا كما ترون. فلما سمع أرموس وإصطفوس ما يقول تمليخا قالا: يا قوم لعل هذه آية من آيات الله عز وجل جعلها الله لكم على يدي هذا الفتى. فانطلقوا بنا معه ليرينا أصحابه كما قال. فانطلق معه أرموس وإصطفوس وانطلق معهما أهل المدينة كبيرهم وصغيرهم نحو أصحاب الكهف لينظروا إليهم.

ولما رأى الفتية أصحاب الكهف تمليخا قد احتبس عنهم بطعامهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015